كتابات عشوائية في مواضيع عدة

البلوغ والرشد
  • البلوغ والرشد ;
    قبل أسابيع قليلة أنهيت المدرسة الثانوية, ومع أن عندي الكثير لقوله بشأن هذه المرحلة وما تعلمته منها وما تغير فيها إلا أنني في هذه الكتابة وددت التركيز على تغير مخيف أظنه سيلاحقني إلى نهاية حياتي ردة فعلي الصادقة نهاية أم بداية؟؟
    مع أن الامتحانات الثانوية لم تنصرف إلا قبل شهر أو أقل لو أردنا التدقيق فذاكرتي عنها مشوشة, لأنها لم تكن بتلك الأهمية عندي صراحة, نعم درست لكن ليس بقدر الجميع وكنت أرى الفرق المهول بين شعوري حول الامتحانات وبين شعور باقي أو أغلب الطلاب حولها, الكثير منهم اعتبرها أحد اللحظات المصيرية في حياته وفكرت في أن هذه مبالغة ولم أقابل شخصا في حياتي أخبرني عن أن درجته في الشهادة الثانوية غيرت حياته مثلا , رجوعا إلى الموضوع, اليوم الوحيد الذي أتذكره بوضوح كان اليوم الأخير مع أنه كان روتينيا كباقي أيام الامتحانات إلا أن تلك الدقائق القليلة التي تستغرقها في مغادرة قاعة الامتحان والخروج من المدرسة مدركا أنك لن تعود مجددا تحمل في طياتها الكثير من المشاعر , الكثير لدرجة أنك لا تستطيع فهمها أو عدها حتى, لكن الشعور الوحيد الذي كنت واثقا منه ونوعا ما عرفت مصدره كان الضياع, وعند خروجي التفت لي أحد أصدقائي وقال : لا أصدق، أكملنا الثانوية! , ولا أدري لما هذه الجملة بالذات وقعت على قلبي كالسكين ومن يومها يراودني شعور غريب بعدم الراحة شعور.. بمسؤولية؟ نعم أظن أن هذا أفضل وصف له, أتذكر بوضوح حواري مع نفسي الذي استمر طوال الطريق للمنزل وحتى عندما عدت للمنزل وحاولت إشغال نفسي بحقيقة أن المدرسة انتهت ("ياي!") إلا أن الشعور ظل يلاحقني كراشد كريه يسحبني ويذكرني أن أيام مراهقتي تكاد تنتهي هذا إن لم تكن انتهت أصلا. الوصف

    مما الخوف أصلا؟
    بالرغم من بساطة سؤال مما أنت خائف إلا أنني أراه من أصعب الأسئلة في العالم مهما كان الظرف, لا أدري إن كان هذا الأمر مشتركا بين البشر أم أنني أنا الوحيد الذي يختبر هذا الشعور ولكن وفي كل مرة أخاف لا أستطيع تحديدا مما أنا خائف - تتداخل المشاعر والأحاسيس في بعضها ولا اعرف من منها مسؤول عن الآخر كل هذا يقود لفوضى عارمة شنيعة تسبب الاكتئاب , عادة أهرب من هذا الشعور بالنوم أو بالحديث مع أي شخص حتى أسكت أصوات عقلي قليلا , ولكن سرعان ما يرجع وأدرك أن لا مفر من هذا الشعور الوصف

    ——

  • حياة البالغين ;
    وبعد أوضحت مشكلتي مع تبيين سبب قلقي الرئيسي أوضح الآن أن هذه الكلمات هي تعامل مع واقع لا مفر منه, وأعتبره محاولة لاستكشاف نفسي أكثر أو محاولة لفهمها إن صح التعبير, لذا وفي محاولة لتحديد مما أنا خائف حاولت النظر للأمام ببساطة, بطبيعة الحال كل أطفال العالم يتمنون أن يكبروا وهذا مما لا شك فيه ولكن المراهقة تختلف عن الطفولة , أراها مرحلة غريبة لا أدري كيف الطريق لوصفها وصفا لا يحتقر دورها في تكوين الانسان, ولكن في كلمات بسيطة أظن أن معضلة المراهقة الكبرى هي المسؤولية والاعتبار : كيف؟ حسنا, عندما تكون مراهقا أنت في مرحلة بين مرحلتين الطفولة والرشد ولكنك تمتلك صلاحيات ومسؤوليات وواجبات وحقوق مشوهة بين هاتين المرحلتين, فعندما تكون مراهقا لا أحد يأخذك بجدية وفي نفس الوقت متوقع منك تحمل مسؤوليات وأراه نوعا ما تناقضا مجتمعيا, على الأقل شخصيا (كذكر) لا أفهم كيف يفترض المجتمع أن أنتج فيه بينما يعتبرني طفلا ثم يلومني لان انجازاتي لا تختلف كثيرا عن انجازات الأطفال, الأمر كمن يعطيك يد تحكم نصفها مكسور والمفترض أن تلعب بها وتربح بينما يضحك عليك من اعطاها لك إذا خسرت وينعتك بالفاشل, وأظن أنني خائف لهذا السبب - أن لا أأخذ بجدية ولا أقصد في المعاملات اليومية أو لنظرات الأشخاص لي فأنا جيد نوعا ما في هذه الأمور بل أقصد أن تحقر مساعي أو أهدافي فقط لافتقادي بعض الأدوار أو قليلا من الأرقام بجانب عمري التحت عشريني... ببساطة لا أدري الوصف

    إدراك سيء ;
    قبل يومين تقدمت بطلب توظيف وحظيت بمقابلة وقبلت (شكرا للرب) وأود الحديث عن شعورين مهمين أحسست بهما قبل وبعد التوظيف

    • ما قبل الوظيفة
  • كان شعور خزي مختلطا برغبة شديدة في إثبات نفسي, ولأول مرة فهمت شعور العاطل عن العمل, الغريب أنني عملت كثيرا في فترة الثانوية أعمال بسيطة بدوام جزئي وراتب متوسط ولم أشعر يوما بأن للوظيفة معنى أعمق من مجرد مصدر للمال, ربما لأنني أعرف أنني سواء عملت أم لا سيقدم لي طبق عشاء ساخن وسرير دافئ في نهاية الليلة, وبالرغم من أن هذا الوضع لا يزال مستمرا إلا أن شعورا غريبا ينتابني كمثل ذاك الشعور عندما تعلم أن مسلسك المفضل على بعد حلقتين من الانتهاء بدون رجعة

    • ما بعد الوظيفة
  • أظن أن هذا الشعور أعمق من سابقه ببساطة كان شعورا أو بشكل أصح إدراكًا أن حياتي ستتغير من الآن فصاعدا, من الآن أحتاج للعمل لا للمال فقط بل لرتبة اجتماعية أيضا , وحتى نوع العمل يهم قد يقول قائل : لماذا تهتم برأي الناس؟ إلخ , وهذا موضوع آخر تماما ويمتد ساعات ويختلف فيه الكثيرون, ولكن أجيب ببساطة أهتم نوعا ما بصورة اجتماعية حسنة (صدق أو لا) ومع أنني لست مستعدا بالتضحية بأحلامي لأجل رتبة اجتماعية مثلا إلا أنني مستعد لفعل الأشياء الصغيرة القادرة على تحسينها, رجوعا للشعور أدركت يومها في أول يوم عمل أنني سأضطر أو (قد) لفعل هذا بقية حياتي , ولا أعني أن عملي سيء مثلا بالعكس! أنا ممتن لمجال عملي فهو مجال أهتم فيه شخصيا وأحب التطور فيه وسعيد بأنني قادر على العمل في شيء أحبه, ولكن شعور الإدارة التحكم شعور أن حياتك وجزءا من يومك يتحكم فيه شخص آخر لا أطيقها أبدا وفي كل مرة أتذكرها أصاب بصداع فضيع لا ينجيني منه إلا النوم.

الوصف

هذا ما أستطيع سرده من مشاعري المختلطة بأكبر قدر ترتيب , أعرف أنك تتسائل لما قطعت فجأة - أليس من المقترض أن تنهي هذا المقال بكلمات حساسة مشاعر رقيقة وخاتمة كلها أمل وتفاؤل؟

عزيزي, أخبرتك سابقا. هذه صفحات أحاول فهم نفسي فيها وللأسف - لا زلت لا أفهمها

الوصف